السؤال الاول:الدرجه الاولى :ان يزهد في الدنيا وهو اهل مشته وقلبه اليها مائل ونفسه اليها متلفة ولكن يجاهدها و يكفها .
الدرجه الثانيه: الذي يترك الدنيا طوعا لاستحقار اياها , بالاضافه الى ما طمع فيه ولكنه يرى زهده ويلتفت اليه كذلك درهما لاجل درهمين.
الدرجه الثالثه: ان يزهد في الدنيا طوعا و يزهد في زهده فلا يرى انه ترك شيئا فيكون كمن ترك خزفة و اخذ جوهرة.
السؤال الثانيه:
الأولى : قوله تعالى : أسرى جمع أسير ، مثل قتيل وقتلى وجريح وجرحى . ويقال في جمع أسير أيضا : أسارى " بضم الهمزة " وأسارى " بفتحها " وليست بالعالية . وكانوا يشدون الأسير بالقد وهو الإسار ، فسمي كل أخيذ وإن لم يؤسر أسيرا . قال الأعشى :
وقيدني الشعر في بيته كما قيد الآسرات الحمارا وقد مضى هذا في سورة " البقرة " . وقال أبو عمرو بن العلاء : الأسرى هم غير الموثقين عندما يؤخذون ، والأسارى هم الموثقون ربطا . وحكى أبو حاتم أنه سمع هذا من العرب .
الثانية : هذه الآية نزلت يوم بدر ، عتابا من الله عز وجل لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم . والمعنى : ما كان ينبغي لكم أن تفعلوا هذا الفعل الذي أوجب أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم أسرى قبل الإثخان . ولهم هذا الإخبار بقوله تريدون عرض الدنيا . والنبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر باستبقاء الرجال وقت الحرب ، ولا أراد قط عرض الدنيا ، وإنما فعله جمهور مباشري الحرب ، فالتوبيخ والعتاب إنما كان متوجها بسبب من أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ الفدية .تفسير القرطبي.
السؤال الثالث:الزهد هو الرضى عن الله عز وجل و قال القنوع الغنى فمن حقق اليقين وثق بالله في اموره كلها ورضى بتدبيره له وانقطع عن التعلق بالمخلوقين رجاءا و خوفا ووضع ذلك من طلب الدنيا بالاسباب المكروهة ومن كان كذلك كان زاهدا حقا وكان من اغنى الناس وان لم يكن له شئ من الدنيا.
السؤال الرابع:حرمت قيام الليل خمسة اشهر يذنب اصبته.
السؤال الخامس:راي هو الاقلاع عن الدنيا والاقبال عن الاخره وعدم الهتمام ب دنيا بلا الهتمام بحب الله والاخرى.
قيام الليل
الحمد لله ربِّ العالمين حمدًا كثيرًا مباركًا طيِّبًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، أمَّا بعد؛
أحبابي الكرام؛ في هذا اللقاء سوف نتكلم عن عبادة، هذه العبادة أصبحت منسيَّة عند كثيرٍ من المسلمين، بل أصبح كثيرٌ من المسلمين لا يعرفها في السنة إلا مرةً واحدة؛ ألا وهي عبادة قيام الليل، سوف نتكلم في هذا اللقاء إن شاء الله تعالى عن:
( قيام الليل)
الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة للمؤمنين، ومفزعاً للخائفين، ونوراً للمستوحشين، والصلاة والسلام على إمام المصلين المتهجدين، وسيد الراكعين والساجدين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...
فإن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
تعريفه:هو القيام لنافلة الليل بعد النوم
حكمه:سنه مؤكدة ثابته بالكتاب والسنه واجماع الامه
افضل اوقاته:يجوز في اول الليل واوسطه واخره لكن الافضل هو الثلث الاخير من الليل
قال صلى الله عليه وسلم:"اقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الاخر فان استطعت ان تكون ممن يذكر الله في تلك الساعه فكن."
وقوله صلى الله عليه وسلم:"ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليله الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول:من يدعوني فاستجب له؟من يسألني فأعطيه؟من يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر"البخاري145مسلم758
عدد ركعاته:ليس محدد ويفضل ان لا يزيد عن 11 ركعه او13 ركعه لفعل النبي صلى الله عليه وسلم :لحديث عائشه رضي الله"ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره عن11 ركعه"البخاري1147,مسلم378
فضله:
1:افضل الصلاة بعد الفريضة
قال صلى الله عليه وسلم:"افضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وافضل الصلاة بعد المكتوبه صلاة الليل"رواه مسلم1163
2:من اعظم اسباب دخول الجنة قال صلى الله عليه وسلم:
"يا ايها الناس افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الارحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام"اخرجه ابن ماجه باب اطعام الطعام 3251
3:عناية النبي صلى الله عليه وسلم به :لحديث عائشة رضي الله عنها :ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه فقالت له لم تصنع كل هذا يارسول الله وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر؟فقال:"افلا احب ان اكون عبدا شكورا" رواه البخاري 4837 ومسلم كتاب صفات المنافقين باب الاكثار من العمل والجتهاد في العبادة2820
4:مدح الله اهل قيام الليلفي جملة عباده الابرار عباد الرحمن
قال تعالى:"والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما."
5:مكفر للسيئات قال صلى الله عليه وسلم:
"عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وهو قربه الى ربكم ومكفر للسيئات ومنهاة للاثام."الترمذي3\178,الحاكم1\308,البيقهي2\502
6:شهد الله لاهل القيام بالايمان الكامل قال تعالى:
"انما يؤمن بئاياتنا الذين اذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون, تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون"سورة السجده الايات15_17
7:نفى الله التسويه بينهم وبين غيرهم قال تعالى:
"امّن هو قانت ءاناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب"الزمر الايه 9
10:يغبط عليه صاحبه قال صلى الله عليه وسلم:
"لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله القران فهو يقوم به اناء الليل واناء النهار ورجل اتاه الله مالا فهو ينفقه اناء الليل واناء النهار"حسنه الالباني في الاحاديث الصحيحه 831
11:قراءة القران في قيام الليل غنيمه عظيمه قال صلى الله عليه وسلم:"من قام بعشر ايات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمئة ايه كتب من القانتين ومن قام بالف ايه كتب من المقنطرين."صححه الالباني في صحيح سنن اب داوود1\263
ادابه
1:ينوي عند نومه قيام الليل وينوي بنومه التقوي على الطاعة ليحصل على الثواب على نومه
2:يمسح النوم عن وجهه عند الاستيقاظ ويذكر الله ويتسوك ويقول:"لا اله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير سبحان الله والحمد لله ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم رب اغفر لي."
3:يفتتح تهجده بركعتين خفيفتين قال صللى الله عليه وسلم:"اذا قام احدكم من الليل فليفتتح بركعتين خفيفتين"مسلم768
4:يستحب ان يكون تهجده في بيته قال صلى الله عليه وسلم:"فعليكم بالصلاة في بيوتكم فان خير صلاة المرء في بيته الا الصلاة المكتوبه."البخاري731ومسلم381
5:المداومه عليه وعدم قطعه قال صلى الله عليه وسلم:"احب الاعمال الى الله ما داوم عليه وان قل."البخاري970 ومسلم 782
6:اذا غلبه النعاس يترك الصلاة وينام حتى يذهب عنه النوم
قال صلى الله عليه وسلم:"اذا نعس احدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم فان احدكم اذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر قيسب نفسه."البخاري212مسلم768
7: يستحب ان يوقظ اهله القادرين
قال صلى الله عليه وسلم:"اذا استيقظ الرجل من الليل وايقظ امرأته فصليا ركعتين كتبا من الذاكرين الله والذاكرات"ابن ماجه 1335 صححه الالباني في صحيح سنن ابي داوود1\243
8:يقرأجزء من القران او اكثر او اقل حسب استطاعته
وهو مخير بين الاسرار والجهر
9:جواز التطوع جماعه احيانا في قيام الليل لان النبي صلى الله عليه وسلم صلى جماعه وصلى منفردا وغالب تطوعه كان منفردا و صلى بحذيفه مره(مسلم772) وابن عباس مره (البخاري992)وابن مسعود مره(البخاري135) لكن لاتؤخذ سنه راتبه وانما اذا فعل ذلك فلا بأس الا التراويح فالجماعه سنه دائمه(انظر الاختيارات الفقهيه لابن تيميه ص 98)
10:يختم تهجده بوتر قال صلى الله عليه وسلم :"اجعلووا اخر صلاتكم بالليل وترا"
البخاري 998 مسلم751
قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة:16]. قال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل.
وقال ابن كثير في تفسيره: ( يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة ).
وقال عبد الحق الأشبيلي: ( أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلا تستقر عليها، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود ).
وقد ذكر الله عز وجل المتهجدين فقال عنهم: {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات:18،17] قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار.
وقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر:9].
وهنالك اسباب للقيام اليل وهي:
أولاً: أول سبب من أسباب قيام الليل ترك الذنوب والمعاصي؛ لأنَّ الذنوب والمعاصي تحجب الإنسان عن ربه تبارك وتعالى، الذنوب والمعاصي هي سبب كل بلاءٍ وشقاءٍ ونكدٍ وحرمانٍ في الدنيا والآخرة، ولهذا قال الفضيل بن عياض -رحمه الله تعالى-: إذا لم تستطع على صيام النهار ولا قيام الليل فاعلم أنك محروم مكبَّل كبَّلتك ذنوبك، ولقد شكى بعض الناس لعبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- الصحابي الجليل قالوا: إنَّنا لا نستطيع أن نقيم الليل، قال: أقعدتكم ذنوبكم. حتى قال الإمام الحسن البصري: إنَّ الرجل ليذنب الذنب فيُحرم قيام الليل، فإذا حُرمت قيام الليل يا عبد الله ففتِّش عن نفسك، فتِّش عن واقعك، عن حياتك، ما الذي فعلته في نهارك؟ لعلك اغتبت أحدًا، لعلك وقعت في النظر إلى حرام، لعلك فعلت ذنب أو معصية، هذا الذنب وهذه المعصية تجعلك تُحرَم من قيام الليل.
ثانيًا: ومن أسباب قيام الليل قلَّة الأكل، حتى قال أحدهم: من أكل كثيرًا شرب كثيرًا فنام كثيرًا فتحسَّر كثيرًا، فلا شكَّ أن كثرة الأكل تُثقل جسد الإنسان.
ثالثًا: كذلك من أسباب قيام الليل الدعاء؛ لأنَّ قيام الليل توفيقٌ من الله، هبةٌ ربَّانيَّةٌ، عطيَّةٌ رحمانيَّةٌ، فالله عزَّ وجلَّ لا يهب هذه العبادة -التي قلَّ من يطبِّقها- إلا بعد توفيق الله عزَّ وجلَّ، فتدعو الله سبحانه وتعالى وتتضرَّع إلى الله أنَّ الله يوفِّقك ويعينك، قبل أن تنام تدعو الله وتتضرَّع: يا ربّ، يا الله، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا ربّ العرش العظيم، اللهم أعنِّي في هذه الليلة، اللهم أكرمني ووفِّقني وأعنِّي في هذه الليلة على الوقوف بين يديك.
رابعًا: كذلك من أسباب قيام الليل أكل الحلال والابتعاد عن الحرام، قال الله جلَّ وعلا: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) يقول الإمام ابن كثير: فأكل الحلال -اسمع شوف الاستنباط-، فأكل الحلال يعين على العمل الصالح.
خامسًا: كذلك من أسباب قيام الليل القيلولة، أي: أنَّ الإنسان ينام في وسط النهار، ولهذا جاء في بعض الآثار: استعينوا بالقيلولة على قيام الليل، فلا بدَّ أنَّ الإنسان ينام في وسط النهار؛ لأنَّ الإنسان لو قام من الصباح -من الفجر مثلاً- إلى بعد صلاة العشاء، ما نام إلا بعد صلاة العشاء بساعتين أو ثلاث، كيف يستطيع أن يقوم الليل وهو في طيلة النهار يعمل ويكدح؟! لا شكَّ أنَّه لا يستطيع أن يقوم الليل إلا إذا شاء الله.
سادسًا: كذلك من أسباب قيام الليل الإكثار من ذكر الله جلَّ وعلا؛ لأنَّ الإكثار من ذكر الله يعطي الإنسان قوَّةً، ويعطي الإنسان توفيقًا، وانتصارًا على النفس والهوى والشيطان، ولهذا أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب وفاطمة -رضي الله تعالى عنهما- قبل النوم أن يسبِّحا الله سبحانه وتعالى عندما طلبت فاطمة خادمة أن تعمل في البيت لها، فالرسول صلى الله عليه وسلم أوصاهما أن يسبِّحا التسبيحات المعروفة سبحان الله 33، والحمد لله 33، والله أكبر 34.
احب انا اختم الموعظه بشعر :
ياأيها الراقد ..كم..ترقد ... قم ياحبيبي قد دنا الموعد
وخد من الليل ولو ساعة ... تحظى إذا ماهجع الرقد
من نام حتى ينقضي ليله ... لم يبلغ المنزل لو يجهد
***
وقال أخر :
إذا ما الليل أظلم كابده ... فيسفر عنهم وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا .. وأهل الأمن في الدنيا هجوع
***
وقال أخر :
وقم زلفا"من الليل إن نشر الدجى ..جناح غداف يلبس الكون يد
ورد ظلام الليل بالذكر مشرقا ..فقد فاز من بالذكر يهدي ويهتدي
***
وقال أخر :
إمنع جفونك أن تذوق مناما ..وذر الدموع على الخدود سجاما
وأعلم بأنك ميت ومحاسب ..يامن على سخط الجليل أقاما.
أقول -أحبابي الكرام- أخيرًا من أسباب قيام الليل -ولا بدَّ أن نضع هذا الأمر في بالنا- طهارة القلب، سلامة النفس من الحقد والحسد والضغينة، فلا شكَّ أنَّ أصحاب القلوب المريضة لا يوفَّقون إلى أجلِّ الطاعات وأعظم العبادات، فلا بدَّ أنَّ الإنسان ينقِّي قلبه، يصفِّي نفسه من هذه الأمراض: الحقد والحسد والأنانية والبغضاء والكراهية، حتى يوفِّقه ربُّه سبحانه وتعالى إلى هذه العبادة العظيمة.
أسأل الله العظيم ربَّ العرش الكريم أن يوفِّقني وإيَّاكم لما يحبُّ ويرضى.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
: