السلام عليكم ورحمه الله ........
اولا انا ما كنت في هذا الدرس لكن علمت من الاخوات وقمت بقرأته وحضرت عنه .
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
وقد وصف الله سبحانه النفس في القرآن بثلاث صفات :
1_ النفس المطمئنة : اي هي النفس التي تكون مطمئنه بصدق ايمانها مع الله سبحانه وتعالى وانها مشتاقه الى الله ومستأنسه بتقربها الى الله.
وهي النفس التي تثق بالله سبحانة وتعالى وهي نفس دائمة الذكر ولديها علم ويقين بالله هي نفس تائبة كلما عملت سوء او ظلمت نفسها او غفلت تسع بالتوبة الى الله ولديها اخلاص لله ومن صفاتها
انها نفس صادقة لاتكذب شخصية متواضعة وهي من اعلى المراتب .
وهي التي يقال لها عند الموت :" يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية ".... وان النفس المطمئنه تستشعر ما بعد الموت الى قدر الله عز وجل .
2_ النفس اللوامة : هي النفس التي تتقلب وتتلون ولا تثبت على حال واحدة , فتذكر وتغفل وتقبل وتعرض وتحب وتبغض وتفرح وتحزن وترضى وتغضب وتطيع وتتقي , وبهذا نعرفها فهي تصبح مؤمنة وتمسي كافرة .
والنفس اللوامة نوعين :
_ اللوامة الملومة : او اللوامة الظالمة وهي نفس جاهلة وهي التي يلومها الله وملائكتة . وهي تلوم صاحبها فقط على الخطا والسوء .
_ اللوامة الغير ملومة : وهي النفس التي تلوم صاحبها على الخير , وتلوم صاحبها على تقصيرة في طاعة الله مع بذل جهدة فهذة غير ملومة وان اشرف النفوس من لامت نفسها من طاعة الله واحتملت ملام اللوام في مرضاتة فلا تاخذها لومة لائم فهذة قد تخلصت من لوم الله واما من رضيت باعمالها ولم تلم نفسها ولم تحتمل في الله ملام اللوام فهي التي يلومها الله عز وجل .
3_ النفس الآمارة بالسوء : ان النفس واحد تكون اماره ثم لوامه , هي النفس الذي جعل الشيطان قرينها وصاحبها الذي يليها فهو يعدها ويمنيها ويأمرها بالسوء ويزين لها الباطل .
هي نفس مريضة وهي من اسوء النفوس لانها لاتامر صاحبها الا بالسوء وتفسر كل شيئ سلبا فهي نفس مذمومة وهذة طبيعتها فما فما تخلص احد من شرها الا بتوفيق الله كما قال تعالى على لسان امراة العزيز :
" وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي ان ربي غفور رحيم ".
ولمحاسبةِ النفس نوعـان : نوعٌ قَبلَ العمل ، ونوعٌ بعدَه .
§ النوعُ الأول : محاسبة النفس قبل العمل :
وهو أن ينظرَ العبدُ في هذا العمل ، هل هوَ مقدورٌ عليهِ فيعملَه ، مثل الصيام والقيام . أو غيرَ مقدورٍ عليهِ فيتركَه . ثم ينظر هل في فعله خيرٌ في الدنيا والآخرة فيعملَه ، أو في عملِه شرٌ في الدنيا والآخرة فيتركَه . ثم ينظر هل هذا العمل للهِ تعالى أم هو للبشر ، فإن كان سيعملُه لله فعلَه ، وإن كانت نيتَهُ لغيرهِ ترَكه .
§ النوع الثاني : محاسبة النفس بعد العمل : وهو ثلاثة أنواع :
* النوعُ الأول : محاسبة النفس على طاعاتٍ قصَّرتْ فيها .
كتركها للإخلاصِ أو للمتابعة ، أو تركِ العمل المطلوب كترك الذكر اليومي ، أو تركِ قراءةِ القرآن ، أو تركِ الدعوة أو ترك صلاةِ الجماعة أو ترك السننِ الرواتب . ومحاسبة النفس في هذا النوعِ يكون بإكمالِ النقص وإصلاح الخطأ ، والمسارعةِ في الخيرات وترك النواهي والمنكرات ، والتوبةِ منها ، والإكثارُ من الاستغفار ، ومراقبةُ اللهِ عز وجل ومحاسبة القلب والعمل على سلامتِه ومحاسبةُ اللسان فيمـا قالَه ، وإشغالِه إما بالخيرِ أو بالصمت ، وكذلك يكونُ بمحاسبة العين فيما نظرت ، فيطلقها في الحلالِ ويَغُضُّها عن الحرام ، وبمحاسبة الأُذن ما الذي سَمِعته ، وهكذا جميعِ الجوارح .
* النوعُ الثاني من أنواع محاسبة النفس بعد العمل :
أن يحاسبَ نفسَهُ على كلِّ عملٍ كانَ تركُهُ خيراً من فعله ؛ لأنهُ أطاعَ فيه الهوى والنفس ، وهو نافذةٌ على المعاصي ، ولأنهُ من المتشابه ،
يقولُ صلى الله عليه وسلم : (( إن الحلال بَيِّن ! وإن الحرام بَيِّن، وبينهما أمور مشتبهات ، لا يعلمهن كثيرٌ من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقعَ في الشبهات وقع في الحرام )) . ويقولُ عليه الصلاة والسلام : (( دع ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك )) .
* والنوع الثالث :
أن يُحاسبَ الإنسانُ نفسَه على أمرٍ مباح أو معتاد : لـمَ فعله ؟ وهل أرادَ به الله والدارَ الآخرة فيربح ، أم أرادَ به الناسَ والدنيا فيخسر ذلك الربح ويفوتَهُ الظَفَرُ به .
* * *
·
ولمحاسبة النفس فوائدٌ جمّةٌ ، منها
:
أولاً : الإطلاعُ على عيوبِ النفس ، ومن لم يطلع على عيبِ نفسِه لم يمكنهُ معالجتُه وإزالته .
ثانيـاً : التوبةُ والندمُ وتدارك ما فات في زمنِ الإمكان .
ثالثـاً : معرفةُ حقُ اللهِ تعالى ، فإن أصلَ محاسبةُ النفس هو محاسبتُـها على تفريطها في حقِ الله تعالى .
رابعـاً : انكسارُ العبد وتذلُلَه بين يدي ربه تبارك وتعالى .
خامساً : معرفةُ كرَمِ الله سبحانه ومدى عفوهِ ورحمتهِ بعبادهِ في أنه لم يعجل لهم عقوبتَهم معَ ما هم عليه من المعاصي والمخالفات .
سادسـاً : الزهد ، ومقتُ النفس ، والتخلصُ من التكبرِ والعُجْب .
سابعـاً : تجد أنَّ من يحاسبُ نفسَهُ يجتهدُ في الطاعةِ ويترُكُ المعصية حتى تَسهُلَ عليهِ المحاسبةُ فيما بعد .
ثامنـاً : ردُ الحقوقِ إلى أهلِـها ، ومحاولةُ تصحيحِ ما فات .
وغيرها من الفوائد العظيمة الجليلة .
· وهناكَ أسبابٌ تعينُ المسلمَ على محاسبةِ نفسهِ وتُسهِّلُ عليهِ ذلك ، منها ما يلي :
1. معرفةُ أنك كلما اجتهدت في محاسبةِ نفسكَ اليوم ، استراحتَ من ذلك غداً ، وكلما أهملتها اليوم اشتدَّ عليكَ الحسابُ غداً .
2. معرفةُ أنَّ ربحَ محاسبة النفس هو سُكْنى الفردوس ، والنظرُ إلى وجهِ الربِ سبحانه ، وأنَّ تركها يؤدي بك إلى الهلاكِ ودخولِ
النار والحجابِ عن الرب تبارك وتعالى .
3. صحبةُ الأخيار الذينَ يُحاسبونَ أنفسَهُم ، ويُطلِعونَك على عيوبِ نفسِكَ ، وتركُ صحبة من عداهم .
4. النظرُ في أخبارِ أهل المحاسبةِ والمراقبة ، من سلفِنا الصالح .
· كيفَ أحاسبُ نفسي ؟وللإجابة على هذا التساؤل :
ذكرَ ابنُ القيم أن محاسبةَ النفس تكون كالتالي :
أولاً : البدءُ بالفرائض ، فإذا رأى فيها نقصٌ تداركهُ .
ثانياً : النظرُ في المناهي ، فإذا عرَف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبةِ والاستغفارِ والحسناتِ الماحية .
ثالثاً : محاسبةُ النفس على الغفلةِ ، ويَتَدَاركُ ذلِك بالذكرِ والإقبالِ على ربِ السماوات ورب الأرض رب العرش العظيم .
رابعاً : محاسبةُ النفس على حركاتِ الجوارح ، وكلامِ اللسان ، ومشيِ الرجلين ، وبطشِ اليدين ، ونظرِ العينين ، وسماعِ الأذنين ، ماذا أردتُ بهذا ؟ ولمن فعلته ؟ وعلى أي وجه فعلته ؟
والسلام عليكم ورحمه الله